الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة في غينيا الاستوائية: نسور قرطاج يستعدون ل"قصف" "الرأس الأخضر"

نشر في  17 جانفي 2015  (10:25)

بعد انتظار طويل انطلق مع خبر تعيين البلجيكي جورج ليكنز مدربا للمنتخب التونسي لكرة القدم عقب طيّ مرحلة عنوانها الفشل في "الكان" الفارط مع سامي الطرابلسي ومردود هزيل للغاية في تصفيات مونديال البرازيل تحت اشراف نبيل معلول ثم "المؤقت" رود كرول"، حانت ساعة الجديات لتقييم النسخة الحالية التي نجحت -ولو نسيبيا- في اعادة منسوب الثقة بين الجماهير التونسية ومنتخبها اثر النجاح في بلوغ النهائيات بشكل جيّد كرويّا عبر احتلال المركز الأول على حساب مصر والسينغال..طبعا في انتظار حصاد الرسميات..بما أن العبور الى "الكان" لم ولن يكون يوما مصدرا أو مرجعا للاستبشار بغزوات كروية في بلادنا حتى وان كدنا نعيش الشعور بسبب سنوات كبيسة أثّرت على سمعتنا الكروية ولطّختها في الوحل...
أحد أبرز الاسباب الرئيسية في ذلك، هي الخسائر المذلة التي وقعت لنسور قرطاج ومنها طبعا موقعة الرأس الأخضر في ملعب رادس منذ سنة ونصف تقريبا قبل ظهور حكاية الاحتراز الذي أسعفنا بالمرور الى مواجهة الكامرون ..ويا ليتنا لم نفعلها بعد الخسارة لاحقا برباعية..ولكنها قد تكون ربّ ضارة نافعة لأنها مباراة أشّرت نهائيا على اقصاء جيل رسّخ الفشل الكروي بيننا..وهو ما فتح الأبواب لاحقا أمام غربلة شبه تامة كنست عديد الأسماء التي انتهت صلوحيتها الكروية في انتظار التوقيع الرسمي بمدينة ايبيين على تجاوز مرحلة الشك والاعلان عن صحوة حقيقية للنسور تسمح لهم بتعزيز الصعود الملحوظ في ترتيب الفيفا كأول المؤشرات الجدية على تحسّن حال الكرة التونسية.
زملاء أيمن البلبولي سيشرعون في الجدّيات مساء الغد بملاقاة منتخب الرأس الأخضر الذي استعصى سابقا على لاعبين وبات "عقدة حقيقية" قبل التفرّغ لملاقاة زمبيا ثم الكونغو الديمقراطية.
أعراف الكرة ومنطقها -ان جاز الوصف والتعبير- تفرضان علينا اعطاء الرأس الأخضر ما يستحقه من أهمية لاجادة "قصفه" والتخلّص نهائيا من سوء الطالع عند مواجهة منتخب بات يتحسّن بشكل ملحوظ ولا بد من الحذر منه وعدم استسهاله حتى لا يتكرّر السيناريو الذي أصابنا في مقتل ذات مساء من سبتمبر 2013...
العاقل من اتعظ من أخطائه وتجاربه، هذا ما يقوله المثل، لكن الارتجال الذي طبع سياساتنا وتمشّياتنا الكروية يترك باب الخوف مفتوحا على مصراعيه، في انتظار ردّة فعل حقيقية من النسور تقطع الشك وتمنح بعض "الأوكسيجان" لجماهير الكرة ببلادنا.
كل هذه المعطيات تبقى قابلة للتأييد أو النفي لاحقا بحسب عزيمة اللاعبين الذين اختارهم ليكنز والميساوي والكنزاري عقب موجة الانتقادات الحاصلة حول بعض الأسماء التي تم منحها الثقة، غير أنه من المفروض حاليا أن نصمت عن الكلام والتأويل والتحاليل الى حين ساعة الحساب التي ستبيح الاستنتاجات والتأويلات.
نريد الانتصار أولا وأخيرا ثم سيكون لكل مقام مقال..فهي فرصة متجددة لبزوغ شمس كرة القدم التونسية من قلب غرب افريقيا في غينيا الاستوائية خلال نهائيات استثنائية تم تحويلها من المغرب الى هذه الوجهة الجديدة و لن تحلق خلالها نسور نيجيريا ولن تظهر فيها فراعنة مصر..ولا أسود المغرب..فيما مازالت الكوت ديفوار والكامرون تحثان الخطى بحثا عن أمجاد كروية ضائعة...فهل يفعلها "الرجال"؟...ذلك ما نتمناه.

طارق العصادي

 البرنامج:

الأحد : تونس - الرأس الأخضر (الثامنة مساء)

تحكيم: ايريك أوتوغو ( الغابون)